فصل: فَوَائِد عَظِيْمَة النَّفْعِ:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: موارد الظمآن لدروس الزمان



.فَوَائِد عَظِيْمَة النَّفْعِ:

واعجبًا منك يضيع منك الشيء القليل وتتكدر، وتتأسف، وقَدْ ضاع أشرف الأَشْيَاءِ عندك وَهُوَ عمرك الَّذِي لا عوض لَهُ، وأَنْتَ عند قَتَّالاتِ الأوقات، الكورة والتلفاز والمذياع ونحوها من قطاع الطَرِيق عَنْ الأَعْمَال الصَّالِحَة، ولكن ستندم {يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ}.
وقَالَ آخر: من تفكر فِي قصر العمر المعمول فيه، وفكر فِي امتداد زمان الجزاء الَّذِي بعد البعث اختطف اللحظة من عمره وانتهبها، وعباها فِي الباقيات الصالحات وزاحم كُلّ فضيلة فَإِنَّهَا إِذَا فاتت فلا تدرك أبدًا، ولله أقوام ما رضوا من الفضائل إلا بتحصيلها كاملة، فهم يبالغون فِي كُلّ علم، ويثابرون على كُلّ فضيلة، فإذا ضعفت أبدانهم عَنْ بَعْض ذَلِكَ قامت النيات نائبة عَنْهَا.
الْجَدُّ بِالْجَدِّ وَالْحِرْمَانَ فِي الْكَسَلِ ** فَانْصِبٍ تُصِبْ عَنْ قَرِيبٍ غَايَة الأَمَل

ويقول الآخر:
فَكَابِدْ إِلَى أَنْ تَبْلُغَ النَّفْسَ عَذْوَهَا ** وَكُنْ فِي اقْتِبَاسِ الْعِلْمِ طَلاع أَنْجُدِ

وَلا يَذْهَبَنَّ الْعُمْر مِنْكَ سَبَهْلَلا ** وَلا تَغْبَن بِالنِّعْمَتَيْنِ بَلْ أجْهِدِ

فَمَنْ هَجَرَ اللذَّاتِ نَالَ الْمُنَى وَمَنْ ** أَكَبَّ عَلَى اللذَّاتِ عَضَّ عَلَى الْيَدِ

آخر:
فَشَمِّرْ وَلُذْ بِاللهِ وَأحْفَظْ كِتَابَهُ ** فَفِيهِ الْهُدَى حَقًّا وَلِلْخَيْرِ جَامِعُ

هُوَ الذُّخْرُ لِلْمَلْهُوفِ وَالْكِنْزُ وَالرَّجَا ** وَمِنْهُ بِلا شَكٍّ تُنَالَ الْمَنَافِعُ

وَبِهِ يَهْتَدِي مَنْ تَاهَ مُهِمَّهِ الْهَوى ** بِهِ يَتَسَلَّى مَنْ دَهَتْهُ الْفَجَائِعُ

آخر:
يَا عَاشِقَ الْعَيْشِ فِي الدُّنْيَا وَزُخْرُفُهَا ** هَلْ أَخْلَدَ النَّاسَ مَا حَازُوا وَمَا عَمِرُوا

عَلَيْكَ بِاللَّيْلِ فِي الأَذْكَارِ تُعَمِّرهُ ** وَدَعْ مَلَذَّتِهِ الأُخْرَى لِمَنْ كَفَرُوا

لَغَمْسَةٌ فِي جِنَانِ الْخُلْدِ خَاطِفَةً ** تُنْسِيكَ مَا مَرَّ مِنْ بُؤْسٍ لَهُ خَطَرُ

فَائِدَةٌ عَظِيْمَة النَّفْعِ:
قَالَ أحد الْعُلَمَاء رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: عَلَيْكَ يَا أخي بمحاربة الشيطان، وقهره، وَذَلِكَ لخصلتين أحدهما أنه عدو مضل مبين، لا مطمَعَ فيه بمصالحة واتقاء شره أبدَا، لأنه لا يرضيه ويقنعه إلا هلاكك أصلاً فلا وجه إِذًا للآمن من هَذَا الْعَدُو والغَفْلَة عَنْهُ، قَالَ الله جَلَّ وَعَلا: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ}، وقَالَ تَعَالَى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً}، والخصلة الثَّانِيَة أنه مجبول على عداوتك، ومنتصب لمحاربتك، فِي الليل والنَّهَارَ يرميك بسهامه، وأَنْتَ غَافِل عَنْهُ، ثُمَّ هُوَ لَهُ مَعَ جميع الْمُؤْمِنِينَ عداوةٌ عامةٌ، ومَعَ المجتهد فِي العبادة والعلم عداوةٌ خاصةٌ، ومعه عَلَيْكَ أعوان نفسك الأمارة، بالسُّوء، والهوى، والدُّنْيَا، وَهُوَ فارغٌ وأَنْتَ مشغول، وَهُوَ يراك وأَنْتَ لا تراه، وأَنْتَ تنساه وَهُوَ لا ينساك، فإذًا لابد من محاربته، وقهره، وإلا فلا تأمن الفساد والهلاك والدمار، ومحاربته بالاستعاذة بِاللهِ والإكثار من ذكره.
اهْجُرْ فِرَاشَكَ جَوْفَ الليْلِ وَارْمِ بِهِ ** فَفِي الْقُبُورِ إِذَا وَافَيْتَهَا فُرُشُ

مَا شِئْتَ إِن شَيئْتهَا فُرْشًا مُرَّقَشة ** أَوْ رَمْضَة فَوْقَهَا الْمَسْمُومَةُ الرُّقُش

هَذَا عَلَيْهِ قَرِير الْعَيْنِ نَائِمُهَا ** وذا عَلَيْهِ سَخِينَ الْعَيْنِ يُنْتَهَشُ

شَتَّانَ بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ حَالِهِمَا ** هَلْ يَسْتَوِي الرَّيُّ فِي الأَحْشَاءِ وَالْعَطَشُ

فَبَادِرِ الصُّبْحَ أَنْ تَغْشَى طَلائِعَهُ ** وَيَلْتَقِي الأَحْيَانِ الرُّومُ وَالْحَبُشُ

كَمْ فَازَ دُونَكَ بِاللَّذَّاتِ مِنْ رَجُلٍ ** وَافَى بِهِ دُلُجَ الأَسْحَارِ وَالْغَبَشُ

قَامُوا وَنِمْنَا وَكُلٌّ فِي تَقََلُّبِه ** لِنَفْسِهِ جَاهِدًا يَسْعَى وَيَجْتَوِشُ

زَكُّوا نُفُوسَهُمْ بِكُلِّ صَالِحَةٍ ** وَطَيَّبُوهَا فَلا عَيْبٌ وَلا وَقشُ

وصلى الله على مُحَمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فَصْلٌ في فَوَائِد منوعة:
قَالَ ابن القيم: واعلم أن الصبر على الشهوة أسهلُ من الصبر على ما تُوجِبُه الشهوة.
فان الشهوة إما إن تَكُون توجب ألمًا وعقوبةً.
وإما أن تقطع لذةً أكمل مِنْهَا.
وإما أن تضيع وقتًا أضاعته حَسْرَة وندامة.
وإما أن تثلم عرضًا توفيره وانفع للعبد من ثلمه.
وإما أن تذهب مالاً بقاؤه خَيْرٌ من ذهابه.
وإما أن تسلب نعمةً بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة.
وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقًا لم يكن يجدها قبل ذَلِكَ.
وإما أن تجلب همًا وغمًا وحزنًا لا يقارب لذة الشهوة.
وإما أن تنسي عِلْمًا ذكره ألذ من نيل الشهوة.
وإما أن تشمت عدوًا وتحزن وليًا.
وإما أن تحدث عيبًا يبقى صفةً لا تزول، فَإِنَّ الأَعْمَال تورث الصفات والأَخْلاق.. اهـ.
وقَالَ إبراهيم بن بشار: ما رَأَيْت فِي جميع من لقيته من العباد والْعُلَمَاء والصالحين والزهاد أَحَدًا يبغض الدُّنْيَا ولا ينظر إليها مثل إبراهيم بن أدهم، وَرُبَّمَا مررنا على قوم قَدْ أقاموا حائطًا أَوْ دارًا أَوْ حانوتًا فيحول وجهه ولا يملأ عينيه من النظر إليه فعاتبته على ذَلِكَ، فقَالَ: يَا بشار اقرأ ما قَالَ الله تَعَالَى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} ولم يقل أيكم أحسن عمارة للدنيا وأكثر حبًا وذخرًا وجمالاً، ثُمَّ بكى وقَالَ صدق الله عز اسمه فيما يَقُولُ: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ولم يقل إلا ليعمروا الدُّنْيَا ويجمعوا الأموال ويبنوا الدور ويشيدوا القصور ويتلذذوا ويتفكهوا، وجعل يومه كله يردد ذَلِكَ وَيَقُولُ: {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}.
صَرَفْتُ إِلَى رَبِّ الأَنَامِ مَطَالِبِي ** وَوَجْهَتُ وَجْهِي نَحْوَهُ وَمَآرَبِّي

إِلَى الْمَلِكِ الأَعْلَى الَّذِي لَيْسَ فَوْقَهْ ** مَلِيكٌ يُرَجَّى سَيْبُهُ فِي الْمَتَاعِبِ

إِلَى الصَّمَدِ الْبَرِّ الَّذِي فَاضَ جُودُهُ ** وَعَمَّ الْوَرَى طُرًا بِجَزْلِ الْمَوَاهِبِ

مُقِيْلي إِذَا زَلَّتْ بِيَ النَّعْلُ عَاثِرًا ** وَاسْمَحْ غِفَارٍ وَأَكْرمَ وَاهِبِ

فَمَا زَالَ يُولِينِي الْجَمِيلَ تَلَطُّفًا ** وَيَدْفَعُ عَنِّي فِي صُدُورِ النَّوَائِبِ

وَيَرْزُقُنِي طِفْلاً وَكَهْلاً وَقَبْلَهَا ** جَنِينًا وَيَحْمِينِي وَبِيَّ الْمَكَاسِبِ

إِذَا أَغْلَقَ الأَمْلاكَ دُونِي قُصُورَهُمْ ** وَنَهْنَهَ عَنْ غِشْيَانِهِمْ زَجْرُ حَاجِبِ

فَزِعْتُ إِلَى بَابِ الْمُهَيْمِنِ طَارِقًا ** مُدِلاً أُنَادِي بِاسْمِهِ غَيْرَ هَائِبِ

فَلَمْ أَلْفِ حُجَّابًا وَلَمْ أَخْشَ مِنْعَةً ** وَلَوْ كَانَ سُؤْلِي فَوْقَ هَامِ الْكَوَاكِبِ

كَرِيمٌ يُلَبِّي عَبْدَهُ كُلَّمَا دَعَا ** نَهَارًا وَلَيْلاً فِي الدُّجَى وَالْغَيَاهِبِ

سَأَسْأَلُهُ مَا شِئْتُ إِنَّ يَمِينَهُ ** تَسِحُّ دِفَاقًا بِاللُّهَى وَالرَّغَائِبِ

فَحَسْبِي رَبَّي فِي الْهَزَاهِزِ مَلْجَأً ** وَحِرْزًا إِذَا خِيفَتْ سِهَام النَّوَائِب

وَنَسْأَلَ اللهَ الْحَيَّ الْقَيْوُمَ الْعَلِيَّ الْعَظِيمَ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ الْوَاحِدَ الْفَرْدَ الْصَّمَدَ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ أَنْ يَعِزَّ الإِسْلامَ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَنْ يَخْذُلَ الْكَفَرَةَ وَالْمُشْرِكِينَ وَأَعْوَانَهُمْ وَأَنْ يُصْلِحَ مَنْ فِي صَلاحِهِ صَلاحٌ لِلإِسْلامِ وَالْمُسْلِمِينَ ويُهْلِكَ مَنْ فِي هَلاكِهِ عِزٌّ وَصَلاح لِلإِسْلامِ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَنْ يَلِمَّ شَعَثَ الْمُسْلِمِينَ وَيَجْمَعَ شَمْلَهُمْ وَيُوَحِّدَ كَلِمَتُهُمْ وَأَنْ يَحْفَظَ بِلادَهُمْ وَيُصْلِحَ أَوْلادَهُمْ وَيَشْفِ مَرْضَاهُمْ وَيُعَافِي مُبْتَلاهُمْ وَيَرْحَمَ مَوْتَاهُمْ وَيَأْخُذَ بِأَيْدِينَا إِلَى كُلّ خَيْرٍ وَيَعْصِمَنَا وَإِيَّاهُمْ مِنْ كُلِّ شَرٍّ وَيَحْفَظَنَا وَإِيَّاهُمْ مِنْ كُلِّ ضُرٍّ وَأَنْ يَغْفِرَ لَنَا وَلِوَالِدِيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالْمَيِّتِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
وَقَفَ قَوْمٌ عَلَى عَالِم فَقَالُوا: إِنَا سَائِلُوكَ أَفَمُجِيبُنَا أَنْتَ؟ قَالَ: سَلُوا وَلا تُكْثِرُوا، فَإِنَّ النَّهَارَ لَنْ يَرْجِعَ وَالْعُمُرَ لَنْ يَعُودَ، وَالطَّالِبَ حَثِيثٌ فِي طَلَبِهِ. قَالُوا: فَأَوْصِنَا. قَالَ: تَزَوَّدُوا عَلَى قَدْرِ سَفَرِكُمْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّاد مَا أَبْلَغَ الْبُغْيَةَ. ثُمَّ قَالَ: الأَيَّامُ صَحَائِفُ الأَعْمَارِ فَخَلّدُوهَا أَحْسَنَ الأَعْمَال، فَإِنَّ الْفُرَصَ تَمُرُّ مَرَّ السَحَابِ، والتَّوَانِي مِنْ أَخْلاقَ الْكُسَالَى وَالْخَوَالِفِ، وَمَنِ اسْتَوْطَنَ مَرْكَبَ الْعَجْزِ عَثَرَ بِهِ. وَتَزَوَّجَ التَّوَانِي بِالْكَسَلِ فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا... الْخُسْرَانُ.... اهـ. قَالَ بَعْضُهُمْ شعرا:
تَزَوَّجَتِ الْبَطَالَةُ بِالتَّوَانِي ** فَأَوْلَدَهَا غُلامًا مَعَ غُلامَهْ

فَأَمَّا الابْنُ سَمَّوْهُ بِفَقْرٍ ** وَأَمَّا الْبِنْتُ سَمَّوْهَا نَدَامَهَ

آخر:
خِصَالٌ إِذَا لَمْ يَحْوِهَا الْمَرْء لَمْ يَنَلْ ** مَنَالاً مِنَ الأُخْرَى يَكُونُ لَهُ ذُخْرَا

يَكُونُ لَهُ تَقْوَى وَزُهْدٌ وَعِفَّة ** وَإِكْثَارُ أَعْمَال يَنَالُ بِهَا أَجْرَا

آخر:
لَيْسَ يَبْقَى عَلَى الْجَدِيدَيْنِ إِلا ** عَمَلٌ صَالِحٌ وَذِكْرٌ جَمِيلُ

آخر:
وَمَا فِي النَّاسِ أَحْسَنُ مِنْ مُطِيعٍ ** لِخَالِقِهِ إِذَا عُدَّ الرِّجَالُ

آخر:
سَأُنْفِقُ رَيْعَانَ الشَّيْبَةِ دَائِبًا ** عَلَى طَلَبِ الْعَلْيَاءِ مَعْ طَلَبِ الأَجْرِ

أَلَيْسَ مِنْ الْخُسْرَانِ أَنَّ لَيَالِيًا ** تَمُرُّ بِلا نَفْعِ وَتُحْسَبُ مِنْ عُمْرِي

قَالَ بَعْضُهم: أَيُّهَا الناسُ إِنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ بِدَارِ قَرَارِكمْ، ولا مَحَلِّ إِقَامَتِكُمْ، دَارٌ كَتَبَ اللهُ عَلى أَهْلِهَا الفَنَاءَ وَأَوْجَبَ مِنْهَا عَلَى أَهْلِهَا الرَّحِيْلَ فَكَمْ مِنْ عَامِرٍ مُؤَنِّقٍ وَمُحسِّنْ، عَمَّا قَلِيْلٍ ستَخْرَبُ عِمَارَتُه، وَكَمْ مِنْ مُقِيْمٍ مُغْتَبِطٍ سَيَرحَلُ إِلى المقبَرة فَأَحْسِنُوا رَحِمكُم اللهُ مِنْهَا الرِّحْلَةَ وَاحْمِلُوا خَيْرَ مَا يَحْضُرُكُمْ لِلنُّقْلَةِ وَتَزَوَّدُوْا فَإِنَّ خَيْرَ الزَادِ التَّقوى.
(1)
الليْل والنَّهَارَ يَعْمَلانِ فِيكَ فَاعْمِلْ فِيهِمِا أِعْمَالاً صَالِحَة تَرْبَحُ وَتُحْمَدُ الْعَاقِبَة الْحَمِيدَة إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
إِذَا كَانَ رَأْسُ الْمَالِ عُمْرُكَ فَاحْتَرِزْ ** عَلَيْهِ مِنَ الإِنْفَاقِ فِي غَيْرِ وَاجِب

آخر:
إِذَا شَامَ الْفَتَى بَرْقَ الْمَعَالِي ** فَأَهْوَنُ فَائِتٍ طِيبُ الرُّقَاد

(2)
الْمَلائِكَة يَكْتُبَان مَا تَلْفِظُ بِهِ فَاحْرِصْ عَلَى أَنْ لا تَنْطِق إِلا بِمَا يَسُرُّكَ يَوْم الْقِيامَةِ. أَشْرَفُ الأَشْيَاءِ قَلْبُكَ، وَوَقْتُكَ، فَإَذَا أَهْمَلْتَ قَلْبَكَ وَضَيْعَتَ وَقْتَكَ فَمَاذَا يَبْقَى مَعَكَ كُلُّ الْفَوَائِدِ ذَهَبَتْ.
أَمَّا بُيُوتُكَ فِي الدُّنْيَا فَوَاسِعَةٌ ** فَلَيْتَ قَبْرَكَ بَعْدَ الْمَوْتِ يَتَّسِعُ

آخر:
وَبَادِرِ اللَّيْلُ يِدْرِسِ الْعُلُوم ** فَإِنَّمَا اللَّيْلُ نَهَارُ الأَرِيبُ

(3)
اعْلَمْ أَنَّ قِصَرَ الأَمَلِ عَلَيْهِ مَدَارٌ عَظِيم وَحِصْن الأَمَلِ ذِكْرُ الْمَوْتَ وَحِصْنُ حِصْنِهِ ذِكْرُ فَجْأَة الْمَوْت وأَخْذ الإِنْسَان عَلَى غِرّة وَغَفْلَة وَهُوَ فِي غُرُورٍ وَفُتُورٍ عَنْ الْعَمَل لِلآخِرَةِ. نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يُوقِظَ قُلُوبَنَا إَِنَّهُ عَلَى كُلّ شَيْء قَدِيرٍ، اللَّهُمَّ صَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وآله وسلم.
يَحْيِي اللَّيَالِي إِذَا الْمَغْرُورُ أَغْفَلَهَا ** كَأَنَّ شُهْبَ الدَّيَاجِي أَعْيُنٌ نُجُلُ

آخر:
وَمَنْ يُنْفِقِ السَّاعَاتِ فِي غَيْرِ طَاعَةٍ ** لِخَالِقِهِ فَهُوَ الَّذِي خَسِرَ الْعُمْرَا

آخر:
أَمَا وَاللهِ لَوْ عَلِمَ الأَنَامُ ** لِمَا خُلِقُوا لَمَا غَفَلُوا وَنَامُوا

لَقَدْ خُلِقُوا لِمَا لَوْ أَبْصَرَتْهُ ** عُيُونُ قُلُوبِهِمْ تَاهُوا وَهَامُوا

وَتَوْبِيخٌ وَأَهْوَالٌ عِظَامُ ** وَتَوْبِيخٌ وَأَهْوَالٌ عِظَامُ

مُلاحَظَة: لا يُسْمَح لأَيِ إِنْسَانٍ أَنْ يَخْتَصَرُهُ أَوْ يَتَعَرَض لَهُ بِمَا يُسَمُونَهُ تَحْقِيقًا لأَنَّ الاخْتِصَارَ سَبَبٌ لِتَعْطِيلِ الأَصْلِ. وَالتَّحْقِيقَ أَرَى أَنَّهُ اتِّهَامٌ لِلْمُؤَلِفِ، وَلا يُطْبَعُ إِلا وَقْفًا للهِ تَعَالَى عَلَى مَنْ يَنْتَفَعَ بِهِ مِنَ الْمُسْلِمِين.
الدِّينُ فِيهِ الْعِزُّ وَالْكَمَالُ ** وَالْكُفْرُ فِيهِ الذُّلُّ وَالْهَوَانُ

فَائِدَةٌ عَظِيمَةٌ النَّفْع لِمَنْ وَفَّقَهُ اللهُ:
مَا أَنْعَمَ اللهُ عَلَى عَبْدٍ نِعْمَةً أَفْضَلَ مِنْ أَنْ عَرَّفَهُ لا إله إلا الله، وَفَهَّمَهُ مَعْنَاهَا، وَوَفَّقَهُ لِلْعَمَلِ بِمُقْتَضَاهَا، وَالدَّعْوَةِ إِلَيْهَا.
إِذَا تَمَّ دِينُ الْمَرْءِ تَمَّتْ أُمُورُهُ ** وَتَمَّتْ أَمَانِيهِ وَتَمَّ بِنَاؤُهُ

آخر:
الذِّكْرُ أَصْدَقُ قَوْلٍ فَافْهَمِ الْخَبَرَا ** لأَنَّهُ قَوْلُ مَنْ قَدْ أَنْشَأَ الْبَشَرَا

فَاعْمَلْ بِهِ تُرِدْ فِهْمًا وَمَعْرِفَةً ** يَا ذَا النُّهَى كَيْ تَنَالَ الْعِزَّ وَالْفَخْرَا

وَتَحْمِدِ اللهِ فِي يَوْمِ الْمَعَادِ إِذَا ** جَاءَ الْحِسَابُ وَعَمَّ الْخَوْفُ وَانْتَشَرَا

للهِ دَرُّ رِجَالٍ عَامِلِينَ بِهِ ** فِيمَا يَدِقُ وَمَا قَدْ جَلَّ وَاشْتَهَرَا

آخر:
جَمِيعُ الْكُتُبِ يُدْرِكُ مَنْ قَرَاهَا ** مِلالٌ أَوْ فُتُورُ أَوْ سَآمَةْ

سِوَى الْقُرْآنِ فَافْهَمْ وَاسْتَمِعْ لِي ** وَقَوْلِ الْمُصْطَفَى يَا ذَا الشَّهَامَةْ

آخر:
أُقَلِّبُ كُتُبًا طَالَمَا قَدْ جَمَعْتُهَا ** وَأَفْنَيْتَ فِيهَا الْعَيْنَ وَالْعَيْنَ وَالْيَدَا

وَأَصْبَحْتُ ذَا ظَنِّ بِهَا وَتَمَسُّكٍ ** لِعِلْمِي بِمَا قَدْ صُغْتُ فِيهَا مُنَضَّدَا

وَأَحْذَرْ جُهْدِي أَنْ تَنَالَ بِنَائِلٍ ** مُهِينٌ وَأَنْ يَغْتَالِهَا غَائِلُ الرَّدَى

وَأَعْلَمْ حَقًّا أَنَّنِي لَسْتُ بَاقِيًا ** فَيَا لَيْتَ شِعْرِي مَنْ يُقَلِّبُهَا غَدَا

آخر:
لَصِيقُ فُؤَادِي مِنْذُ عِشْرِينَ حَجَّةٍ ** وَصَيْقَلُ ذِهْنِي وَالْمَفِرّ عَنْ هَمِّي

عَزِيزٌ عَلَى مِثْلِي إِعَارَةُ مِثْلِهِ ** لِمَا فِيهِ مِنْ عِلْمٍ لَطِيفٍ وَمِنْ نَظْمٍ

جُمُوعٌ لأَصْنَافِ الْعُلُومِ بِأَسْرِهَا ** فَأَخْلِقْ بِهِ أَنْ لا يُفَارِقَهُ كُمِّي